السلام عليكم إخواني و أخواتي ،قصتي ككثير من الفتيات الساذجات التي كنت بنفسي أسمع عنهم بصغري و أقول يا للسخافتهم و سداجة عقولهم …
أنا فتاة بالعشرين من عمري ، على علاقة بشاب لمدة خمسة أعوام، مازلنا معا ، قمنا بالزنا ، تحدثنا عن الزواج منذ عامنا الأول و لصغر سني و سذاجتي ظننت أنه بما أنني سأتزوج منه و ليس من غيره فلا حرج إن فعلنا ما فعلنا ، كما أنه يقول لي دائما أنه عندما سنتزوج سيغفر الله لنا ..
لا أعرف ماذا أقول لحسن حظي أنني فقت من غفلتي ، و لسوء حظي بعد فوات الأوان .
تبت و قلت له أنه لن يمسني بعد اليوم .. خائفة أنا من غضب الله ، لكنني لم و لن أقنط من رحمة الله تعالى.
المشكلة أنني تعلقت به كثيرا ، لا أفعل شيئا بدون أخذ رأيه ، لا أخرج إلا معه ، لا صديقة لي من غيره ، هو كاتم أسراري ، و سندي ..
كما أنه ساندني في أصعب مراحل حياتي ، حيث أنني بصغري تعرضت لتحرش ، من قبل خالي ، لكنه ساعدني على المرور من تلك المحنة..
أعرف أن مساعدته لي و وقوفه بجانبي كان بفضل الله تعالى و أنه و إن تخلى عني الناس جميعا لن أحتاج سوى ربي .. لكنني خائفة . أحتاج من يحدثني ليطمئن قلبي
الشاب يريد أن يتزوج بي ، لكن بعد سنة على الأقل من الأن لأنه عاطل عن العمل ، كما أنه أصبح يطلب مني تنازلات .. أن أسكن مع والديه رغم أنني لا أمانع أن نتعاون و نبدأ من الصفر كما أنه لا مشكلة لدي مع والديه سوى أنني أخاف المشاكل خصوصا في زمن كزمننا لا يستحمل فيه أحدٌ ، أحدا..
لا أعرف هل يجب أن أتركه ؟ أم يجب أن تبقى علاقتنا كحالها نتحدث إلخ لكن بدون أي محرمات ؟؟
كما أريد أن أعلم إن تركته و أدعوا الله أن يبدلي خيرا منه ، هل أقول لمن سيتزوجني بعده بما قمت به من زنا .. ؟؟
أرجوكم ساعدوني ، و لا تحكموا علي .. أنا أعي حجم ما قمت به و والله أبكي و أنا أكتب نادمة أنا …. ساعدوني جزاكم الله كل الخير
نورهان - مصر
أصدق انك تائبة نادمة ، وأرجو ألا يكون ندمك وتوبتك فقط ، نتيجة ما فرضته عليك تلك العلاقة المشينة من تنازلات لم تكوني ترضين بها لو كنت في غير تلك الظروف ،
أعرف أنه لا وقت للمواعظ ولا وقت للإرشاد والتأنيب واللوم ، لكن هل تعلمت الدرس الآن وتعلمت كل فتاة تتنازل عن كل شيء من أجل لا شيء ، هل تعلمت لماذا حرم ربنا هذا الفعل وشدد عليه
لا لأنه يريد أن يعذبنا ويحرمنا من متع الحياة ، لكن لأنه يريد لنا العزة ونحن بدورنا نبحث عن الذل يريد لنا الكرامة والحياة المحترمة الشريفة ونحن نصر علي الدنو والوضاعة
أنا فقط أذكرك ونفسي وكل فتاة بتقوي الله التي هي مفتاح كل مغلق ودليل كل حائر والسبيل نحو الراحة والاستقرار والسكينة والعيش الكريم
بكل أسف يا صديقتي أنت لا خيار أمامك سوي الرضا بما هو معروض عليك ولو كان أقل من ذلك فعليك أن ترضي واطلبي من الله أن يصدق هذا الشاب وعده معك ويتزوجك لأنك محتاجة إلي ذلك
ودعي أمر المشاكل والخلافات والمخاوف التي تساورك دعيها الآن جانباً ، لأنها مرحلة ترفية واتن الآن في أمس الحاجة فقط للستر وتجنب ما يمكن ان تجلبينه علي نفسك وعائلتك إن رفض هذا الشاب الزواج بك أجل نفسك
لقد فكرت في نفسك سنوات وسنوات وارضيتها وفعلت كل شيء واتبعت هواك وأضلك شيطانك
وماذا جنيت ؟ لا شيء ، تماما كما قال الحق سبحانه وتعالي ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا )
الآن جاء وقت التفكير فيمن حولك وفيكي أيضاً لكن بشكل مختلف ،كما قال الشاعر الجاهلي : اليوم خمر وغداً امر
نعم فكري تفكير عاقل تفكير متزن يخلو من الطيش والرعونة والأنانية ” مالا يدرك كله لا يترك كله ” إن كنت فشلت في تحقيق زواج تحلمين به فلا تهدري ما بقي لك من فرص تحافظين بها علي كرامتك ، عجلي بالزواج ولا تناقشي أو تجادلي او تعارضي نحي كل ذلك جانباً وأجليه لما بعد الزواج وليكن هدفك الآن هو الزواج وبسرعة ، قبل أن تضيع منك الفرص وتقضين العمر نادمة علي فرصة حتي وإن كانت في نظرك مجرد تنازلات ، لا وقت للتقييم ولا وقت للمناقشة والتدلل ، بل هو الوقت الحاسم للتضحية وهي ليست تضحي ، لكن سميها إن شئت وقت الحساب ودفع فاتورة
عمر من الطيش والاستهتار
ولا تنسي أنك لو تبت بصدق لتاب الله عليك وأصلح شأنك ويسر لك أمرك ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ )
، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ، ضعي فقط تقوي الله نصب عينيك وستفاجئين بالنتيجة سيفتح الله لك كل منغلق من الأبواب وسوف تشملك رحمته التي وسعت كل شيء ، فقط كوني بالقرب منه سبحانه واطلبي منه ألا يحملك مالا طاقة لك به ، ادعيه وأنت علي ثقة من رحمته وعلي ثقة من استجابته ، إنه غفور رحيم يغفر الذنوب جميعاً حتي لو أسرفت فيها
لقد أمرنا سبحانه بالدعاء ووعدنا بالإجابة ، ولا أصدق من وعد الله ولا اوفي منه سبحانه ، توبي إليه واستغفريه يغفر لك ويرزقك الفرج بعد الضيق واليسر بعد العسر ، أسأل الله العظيم أن يغفر لك ذنبك ويهديك إلي طريق الرشاد .