سلام عليكم الأستاذة الفاضلة عواطف
في البداية أحب أن اثني على حضرتك وعلى ردودك الحاسمة التي تراعي فيها دايما التذكير والخوف من الله ولكن أنا شخصيا أحب قسوتك لأنها تكون بمثابة جرس إنذار لان معظم لأصحاب المشاكل يكونوا في غفلة ولابد له من صوت قوي وواضح ليصحو من غفلتهم .
أنا فلسطيني الأصل مقيم في بلد عربي كنت في بداية حياتي شخص مستهتر أحب كثيرا واترك كثيرا ثم التحقت بالعمل في شركة خاصة وكانت معي زميلة أمها مصرية وأبوها غير مصري في بداية الأمر كنا نختلف .
ثم تبدل الوضع وبدأت هي بالتقرب والتودد لي وأصبحت أكثر التزاما وأكثر قربا منها وقلت في نفسي هذه البداية الحقيقية لي وقررت أنا اخلص لها واكفر على أخطائي السابقة .
وتقدمت لخطبتها ورفض أهلها بطريقة مهذبة لأنني كنت في بداية حياتي على الأقل ويبدوا أنها كانت أكثر مني نضجا وتفكيرا وحسمت أمرها أن تتركني دون أن تخبرني ولكن كنت اشعر واكذب نفسي وتبدل موقفها وبخبرتها شعرت هي بصدق مشاعري وتنازلت كثيرا عن حقوقي من أجلها وبدأت تبتعد وفى المقابل أنا قدمت لها الكثير وتمسكت بها أكثر .
( أنا مخطئ اشد الخطأ في هذا وأنا مقر ومعترف ولكن وقتها كنت مثل التايه ) وفجأة ونحن مازلنا معا تقدم لها شخص جاهز ماديا فوافقت وتركتني في حالة نفسية سيئة للغاية وتركت العمل ومرت أكثر من عشرون سنة ووفقني الله بقريب لي وعملنا شركة صغيرة ثم فضل هو الانسحاب لظروف خاصة به وتم فض الشراكة بالتراضي .
وأصبحت أنا صاحب الشركة وتزوجت وأصبحت أكثر نضجا واكتسبت خبرات في الحياة وأصبحت أكثر عقلا وبصيرة وأصبحت في وضع مالي ممتاز جدا بفضل الله ورزقني الله بالزوجة الصالحة المكافحة التي وفقت بجانبي ولها فضل كثير بعد الله مما نحن فيه من رغد الحياة حيث باعت كل ما تملك حتى ما ورثته من أهلها وقدمته لي وقالت أعمل وأنا معك قلبا وقالبا دون أن تطلب شيئاً . لكني فيما بعد عوضتها واشتريت سيارة باسمها وعقار باسمها ودهب باسمها ورزقني الله بالأولاد وأصدقاء جدد وسعيد جدا بفضل الله في حياتي .
وعندما ظهر ما يسمي بالفيسبوك ظهرت هذه الإنسانة ودخلت على صفحتها وعرفت أنها متزوجة من رجل كويس وعندها أبناء وسعيدة هذا ما ظهر في صفحتها طبعاً دون أن نتكلم لأنني رافض جدا جدا أن أكلمها وأتوقع أنها من الذكاء سوف ترفض ولكنها فضولية جدا وتحب أن تتجسس على الناس
ثم تواصلت مع بعض الأصدقاء القدامى مما كانوا يعرفون قصتنا وبدأت أعرض عليهم خدماتي خصوصاً وان معظمهم تعثر في حياته أو أهلكته الحياة. ثم مر شريط الأحداث أمام عيني لم تتحرك مشاعري تجاهها بالعكس تحركت مشاعر الكراهية لها والغضب منها وازددت حبا لزوجتي لا اخفي عليكي إني كنت جاف في بعض المواقف مع زوجتي وكأني انتقم من هذه الإنسانة في شخص زوجتي المصلية العبادة المحترمة التي لاقت مني الكثير من القهر مع صبرها وتمسكها بي أتمني ان تري هذه الإنسانة ما أنا فيه من نعم ووضعي المالي والأسري والاجتماعي وحتى الاخلاقي لأنني على يقين أني حاليا أفضل منها مليون مرة من كل النواحي ستقولين حضرتك أين المشكلة لا اعرف ولكن أحببت ان أراسلك لأني أحب ردودك وأريد نصيحة منك أسف على الإطالة.
ماجد - مصر
تحياتي إليك وأشكرك مرتين ، مرة لما قلته عني أسأل الله أن يجعلني خيراً مما تطنون
ومرة أخري لرسالتك الرائعة التي تمتليء بالشكر لله والتحديث بالنعمة وعدم جحود الفضل ، فقصتك ربما هي من القصص القليلة التي ترد إلي الباب ، كونها تعطي الامل وتبعث علبي التفاؤل وتمنح القاريء طاقة جميلة من النور .
، الحق أنك نموذج مشرف لما يجب ان يكون عليه الرجل خاصة من يمر بمشكلة عاطفية في مستهل حياته ، لإانت لم تترك لها الفرصة لتتمكن بك لكنك ببساطة عبرتها وتجاوزتها بل إنك بدلاً من أن تعتبرها صخرة تعوقك عن التقدم اتخذتها سلماً وحققت من الفشل في علاقة عابرة نجاح تحسد نفسك عليه
فشكراً لله الذي وفقك إلي الحق وهداك إلي الطريق السليم للنجاح وأرشدك إلي اختيار الزوجة الصالحة
لن أضيف كثيراً علي ما قلته وشرحته واستفضت فيه غير أن من يزرع الخير يحصد الخير لا محالة
ومن يبني علي أساس سليم يكون البناء كله سليم وأنت من البداية أسست لحياتك تأسيس صحيح سليم ، مستعيناً بالله متكلاً عليه لم تدخر جهداً في عملك فأخلصت له النية فكان العطاء هو جزاؤك الأكيد ، فكنت من الذين قال الله عنهم إنهم من عباده المخلصين .
فما اجمل الإخلاص في كل شيء وإتقان العمل والتفاني فيه وليت الشباب يقرأون قصة نجاحك ليتعلموا ويدركوا أنه ليس بعيد علي الله أن يكافيء المجتهدين ويجازي المخلصين .
وإخلاصك لزوجتك وحبك لها وجه آخر للعرفان بالجميل ونموذج رائع للآيسة الكريمة ” ولاتنسوا الفضل بينكم ” ودليل علي كونك بن أصول بحق أدركت قيمة ما حباك الله به من نعمة فعوضتها سنوات الكفاح وصعوبات البداية ، وهكذا استقامت لك الحياة .
فكان الإحسان جزاؤك الذي ظفرت به واستحققت عن جدارة ما انت به من نعم ، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان صدق الله العظيم وهو أصدق القائلين وأصدق الواعدين ، ومن أصدق من الله حديثاً لقد وعد الصابرين بالجزاء ووعد المحسنين بالإحسان ووعد الصداقين المخلصين
هنيئاً لك حياتك الجميلة ، وهنيئاً لك النجاح في العمل والزوجة والأبناء
والحق أنني من يجب ان أشكرك لرسالتك الرائعة فلك الشكر ولزوجتك الجميلة مني كل الحب والود ، رسالتك نموذج رائع للكفاح والجهد المحوط بالإخلاص ونقاء السريرة دمت وعائلتك في حفظ الله وكنفه .