الجسم الرياضي أو البطاقات البنكية ..ليست هي ما يجذب المرأة للرجل

آراء وتصورات كثيرة تقدم عند طرح السؤال عن صفات الرجل التي تجذب النساء. ولعل أطرفها تلك الإجابات التي تقدم في شكل قوالب جاهزة مثل وصفات الأطباء فتخاطبك إحداها مستخفة بعقلك البشري قائلة “إذا كنت تريد أن تحظى بالكثير من المعجبات عليك أن تفعل كذا وكذا أو تهتم بإظهار هذا الجانب في شخصيتك..”، أو وصفة أخرى تنصح الفتيات عند اختيار الشريك قائلة “اختاري الرجل الرومانسي أو الثري أو الفنان أو وحيد أمه”.
ويتدخل البحث العلمي من حين لآخر من خلال دراسات المختصين النفسيين والاجتماعيين لتصويب بعض النصائح والوصفات أو لتقويم تصور معين يسود في المجتمع ولدى الشباب مثل التصور الشائع في العصر الراهن والذي يتكئ على حجة أنه عصر المادة وعصر المظاهر فيتفق الكثير من الشباب وحتى الكبار على ترديد مقولة أن أبرز عامل يؤثر في نظرة المرأة للرجل هو المال، أي أنه إذا كان ثريا فإنه يلاقي الإعجاب وربما تطارده الجميلات لأنه عريس لقطة مثلما يقال في أسرنا العربية.
هذا الرأي الذي يرهن اهتمام وتركيز المرأة على المال ويختزلها في المادة لا يسيء إليها فحسب بل إلى الرجل أيضا فكأنه ينزع عنه كل الصفات الإنسانية ويجرده منها لحساب ما جنى من أموال فلا تهم -بنفس المنطق المادي- شخصيته ولا مظهره ولا ثقافته ولا تربيته ولا علاقاته، كل هذا تافه مقارنة بأمواله وأملاكه. وتجد الجميع ينتقد شباب اليوم وتكالبهم على جني المال ويتهمونهم بأنهم أنانيون ولا يهمهم شيء في الحياة أمام المال، كيف لا والمال أصبح طريقهم الوحيد للظفر بإعجاب الجنس الآخر؟
وتظهر نتائج دراسات، أجراها باحثون من جامعة شابمان الأميركية شملت 28 ألف متطوع في الفئة العمرية بين 18 و75 سنة، أن الوضع المادي والموارد المالية يلعبان دورا مهما في انجذاب المرأة نحو الرجل بالنسبة إلى 97 بالمئة من النساء، لكن هل تجعل الأموال الرجل وسيما؟ ليس تماما، بحسب العديد من المجيبات عن السؤال في الدراسة، حيث يؤكدن أن الاستقرار المادي يطمئن المرأة التي ترغب في الدخول في علاقة عاطفية مع شريك في وضع مادي مستقر فعليا.
جمال المظهر مهم أيضا لكنه ليس عاملا محددا وكافيا للانجذاب إلى الرجل، بالرغم من أن أول ما يجذبنا إلى أي شخص هو مظهره الخارجي وجسمه، كما أن العضلات المفتولة والقوام الرشيق والنظرة والابتسامة تلفت نظر المرأة لكنها توليها اهتماما أقل مما يوليه الرجل. وبحسب الدراسة فإن 50 بالمئة من النساء يجذبهن المظهر مقابل 80 بالمئة عند الرجال. كما تظهر النتائج أن مميزات الجسم ينقص تأثيرها على الطرف الآخر مع التقدم في العمر.
ويعد الصوت جذابا كونه رمزا للرجولة ومعظم النساء ينجذبن إلى كل ما يحيل على الرجولة، لذلك فإن بعضهن لا يتحملن العيش مع رجل دون لحية في حين تقع غيرهن في الحب لإعجابهن بلحية الرجل الكثيفة. وتربط الدراسة كل هذه الرموز بمسألة الذوق لكن تظل الخصائص الذكورية مطلوبة ومغرية لغالبية النساء مثل الصوت الذكوري القوي. وهو ما يجعل الرجال الذين لديهم أصوات ناعمة ورقيقة الأقل حظا في إغراء النساء.
وتنتبه النساء كثيرا لروائح الجسم لأنهن فطريا أكثر حساسية تجاه الروائح، فسرعان ما يغريهن الرجل الذي تنبعث منه رائحة عطر لطيفة وجميلة، لكن ليست روائح العطور فقط التي تجذب المرأة بل رائحة الجسم ذاته التي تلعب دور المثير الجنسي الناتج عن تأثير رائحة الأندروستين الموجود في عرق الرجل.
وتلفت الدراسة إلى أن المرأة تحتاج إلى الإحساس بأنها محمية، أي أنها في حماية الرجل، وهو ما يفسر انجذاب غالبية النساء إلى الرجل الذي لديه بنية جسدية قوية ورياضية أكثر من الرجل النحيف جدا أو السمين، لكن تلبية حاجة المرأة للحماية ليست الصفة الوحيدة التي تجذب المرأة لأن مظهر الرجل يمكن أن يوحي بأنه مطمئن إلى المرأة وأنه قادر على حمايتها لكنه في الواقع ليس كذلك، والأهم أن تكون لدى الرجل الثقة الكاملة في نفسه وليس من السهل الاستخفاف به أو التقليل من شأنه.
وعندما تجتمع صفات مثل خفة الظل والشجاعة والاستعداد للعطاء في الرجل فإنه يبدو جذابا في نظر المرأة، فالكثير من النساء يعتبرن أن الجلوس للعشاء في مطعم مع رجل وسيم وقوي البنية لكنه لا يعرف كيف يتكلم معها ولا يتقن النقاش ولا الحديث إلا عن التفاهات من أسوأ السهرات التي يمكن أن تعيشها امرأة. في المقابل إذا استطاع إضحاكها وممازحتها فإنه في الأغلب سيحظى بإعجابها ويثير اهتمامها خاصة إذا أظهر أنه محترم ويحترمها.
وخلصت الدراسة إلى أنه في النهاية تنجذب النساء إلى الرجل الذي يهتم بهن ويثير إعجابهن لذلك فإن الرجال لكي يجذبوا النساء ليسوا بحاجة إلى جسد الرياضيين أو إلى البطاقات البنكية.
واستطلع باحثون من جامعة “جوتنجن” بألمانيا وتطبيق صحة المرأة “كلو” رأي النساء في مختلف أنحاء العالم عن السمات التي يَوْددن رؤيتها في الرجل، وقالت المشرفة على الدراسة الدكتورة تانيا جيرلاخ، “إن ما يريده الناس في شريك الحياة قد حظي باهتمام الباحثين والناس العاديين على حد سواء لعقود طويلة”.
وتابعت قائلة “تعد هذه الدراسة فريدة من نوعها، حيث أعطتنا النساء من مختلف أنحاء العالم، ومن مختلف التوجهات الجنسية والمراحل العمرية، نظرة ثاقبة حول سمات الرجل التي تهمهن أكثر من غيرها”.
وأضافت “وهذا يسمح لنا برسم صورة مختلفة للغاية عن تفضيلات المرأة للعلاقات طويلة الأجل والعلاقات قصيرة الأجل”.
وتوصلت الدراسة، التي شملت أكثر من 68 ألف سيدة، أن الشخصية أهم بكثير من المظهر في شريك الحياة طويل الأجل، كما أكدت أن سمات حسن الخلق والمساندة والذكاء والتعليم والثقة بالنفس أهم العوامل بالنسبة إلى المرأة في شريك الحياة طويل الأجل، في حين أن الثروة والقوة والمظهر كانت أقل أهمية.
وإثر سؤالهن عن السمات الجسدية التي يرغبن في رؤيتها عند الرجل، أجبن بأن الابتسامة الرائقة والعيون الجذابة واليدين الكبيرتين والشعر القصير والظهر الجذاب والعضلات المفتولة وشعر الوجه كانت محبّذة أكثر.

lahona
الاسم *
البريد الالكتروني
الدولة
عنوان التعليق *
نص التعليق *