أكدت دراسة حديثة تزايد الاعتماد على الموسيقى في البيوت كوسيلة للتخلّص من التوتر بين الأزواج والتنفيس عن المشكلات، وكعلاج قد يساعد المتخاصمين والمنفصلين عاطفيا في العودة إلى التوازن الوجداني وبدء حياة أسرية جديدة بروح جديدة وحالة نفسية مرتاحة. وأصبح الاستماع إلى الموسيقى وسيلة لمواجهة تفاقم معدلات الطلاق، وتداعياته السلبية على المستويين النفسي والاجتماعي.
وكشفت دراسة حديثة أجرتها منصة “ديزر” العالمية عن عيّنة تضم 4 آلاف شخص من السعودية ومصر، أن استخدام الموسيقى والأغاني كوسيلة علاج في أوقات المرض أو الشعور بالحزن تساعد على التعافي وتهدئة الأعصاب، كما يمكن الاعتماد عليها في تخفيف مرارة تجارب الانفصال العاطفي.
وقال 85 بالمئة من السعوديين من الذين شملتهم الدراسة، إنهم يستمعون للموسيقى كوسيلة لخفض التوتر والعصبية، بينما أكد 72 بالمئة من المصريين أنها تساعدهم في فترة التعافي من المرض، واعتمد 78 بالمئة عليها في الفترات الصعبة التي تلت الانفصال العاطفي أو الطلاق في العودة للتوازن النفسي.
وأكد خبراء علاقات أسرية أن الدراسة توحي بإمكانية زيادة الاعتماد على الموسيقى مستقبلا كوسيلة لمواجهة ارتفاع معدلات الطلاق عربيّا، وبلوغها معدلات قياسية في مصر التي تسجل حالة كل أربعة دقائق، والأردن التي يبلغ فيها متوسط الطلاق 60 حالة يوميّا.
وباتت الموسيقى وسيلة تلجأ لها أسر عربية لمواجهة أزماتها قبل تفاقمها ووصول الزوجين لمرحلة الطلاق، بعدما اقتنعت الأجيال الجديدة بأن الاستماع إليها طريقة تجعل الحياة أقلّ ضغطا وتمكّن من تفريغ شحنات الغضب المتراكمة من ضغوط الحياة اليومية.
وتوصّلت دراسة “ديزر” إلى أن المصريين والسعوديين يعتمدون على الموسيقى في إضفاء المزيد من الرومانسية على العلاقة العاطفية التي لا تزال في مراحلها الأولي، والموسيقى الجديدة تساعدهم على استعادة الثقة بالنفس، بعد المرور بتجارب عاطفية صعبة، والمضيّ قُدما في الحياة والتعرّف على أشخاص جُدد.
وتتعدّى الحفلات الموسيقية حاليا دورها التقليدي في خلق مناخ عاطفي بالتحوّل إلى رحلة أسبوعية للتطهير النفسي، وإلى مجال مناسب لكسر روتينية الحياة اليومية بين الزوجين، والحديث المتكرر الذي لا يخرج غالبا عن إدارة المنزل على الصعيد المالي أو طلبات الأبناء المالية التي لا تنتهي، وتمثّل ضغطا على الزوج.
وأوضح أحمد عباس، موظف بوزارة الثقافة، أن اصطحاب أسرته لحضور عروض دار الأوبرا المصرية مرتين أسبوعيّا كفيل بتغيير حياته للأفضل، ومواجهة رتابة الحياة اليومية، فكل يوم يعود من عمله ويظل في منزله دون أن يجد نشاطا جديدا يكسر الملل حتى قرّر التمرّد على الروتين وبدء تجربة جديدة.
وتحضر الكثير من الأسر في الدول العربية الحفلات الموسيقية والغنائية كوسيلة لكسر الملل والتغلّب على صعوبات الحياة، حتى أن بعض الأسر توفر جزءًا من نفقاتها لصالح حضور حفلة في العطل المدرسية مع أبنائها.
وأشارت مها محمد، ربة منزل، إلى أن الموسيقى تمثّل إلهاء جميلا للأشخاص لدفعهم في التفكير في أشياء أخرى غير معاناتهم العاطفية أو المرضية، وهي بفضلها مستمرة في زواجها، فوضع سماعة الأذن والاستماع للموسيقى المحببة تنسيها المعاناة التي تعيشها مع زوجها سيء الطباع.