لا أريد الطلاق .. ولا أطيق البقاء

السلام عليكم،

تعرفت على زوجي في عمر صغير، من أول سنة في الجامعة، وأحببنا بعضنا حبا كبيراً، وكنت بالفعل أحبة بشكل لا يوصف ولا أرى سواه، وأطيعه في كل ما يقوله لي. وبقينا على هذه العلاقة الى ان تخرجنا من الجامعة وتقدم لخطبتي، لاقينا اعتراض من الأهل بسبب اختلاف المذاهب، ولكني أصررت وتم الزواج بحمدالله.

بعد الزواج بفترة قصيرة، تغيرت طباعه، أصبح متدين متشدد، لا يستمع إلى الأغاني كما كنا قبلاً ولا يشاهد التلفاز معي بحجة وجود فتيات غير محتشمات، ولا يكلمني إلا في موضوع الموت والبرزخ وتلك الأمور.

كان التغيير مفاجئ بالنسبة لي، وأصبحت لا أطيق الحديث معه، وأحسست بالوحدة. وأضف إلى ذلك بعد موقع سكني الجديد عن أسرتي وطول ساعات عملي. تقرب لي شاب من العمل لم اعرف نواياه، لكنه تقرب لي بكلام معسول، وكنت كمن فقدت الرومانسية ووجدتها عنده، وأضيف بأني كنت حاملا في أشهري الأولى وزوجي لم يكن يعي باحتياجي له ولحنانه في تلك الفترة حيث تتغير الهرمونات في الجسم.

لم يحصل أي تواصل جسدي او جنسي بيني وبين زميلي في العمل، كان مجرد كلام وتبادل رسائل الكترونية. لا أعرف ان كنت حقاً أحببته ام لا، لكنه فعلا أمدني باحتياجي مي المشاعر والأحاسيس التي افتقدتها مع زوجي.

بقينا على هذه الحال وأنا أشعر بتأنيب ضمير شديد مع كل رسالة او كل كلمة حب اتلقاها من الرجل الآخر. وكنت فعلا أدعو الله ليفرج عني همي بأي طريقة كانت، حتى جاء ذلك اليوم واكتشف زوجي هذه المراسلات وكنا على وشك الانفصال، لولا تدخل أخي وحاول علاج الموضوع.
وتركت العمل، وجلست في البيت، بقيت علاقتنا متوترة فتره إلى ان أنجبت ابني الأول. وسارت حياتنا روتينية.
زوجي يحبني وأعلم ذلك، لكنه بقي يشك فيني وفي تصرفاتي، فرض علي لبس العباءة ويراقب تحركاته، حينها لم ألمه على تصرفاته، حيث اعترف بغلطي. لكنه عاد وانشغل عني مرة أخرى بأمور العمل والشركة.
حاليا عمري 30 عاماً وأعاني من نقص في الرومانسية بشكل قاتل. حالتي استطيع وصفها كالاتي:

زوجي يحبني، لكنه مشغول بكل أمور الدنيا سواي، كلامه معي لا يتعدى كلام العمل والأطفال.
حتى امور الأطفال والمنزل، لم اعد اعتمد عليه في اي منها لأنه لا يهتم لما نحتاجه في المنزل.

اهانني أكثر من مرة، طردني (بالكلام) من المنزل لسبب تافه، دائما يذكرني بخيانتي العاطفية السابقة.
ثم يعود ليقول (أنتي لا تعلمين بمدى حبي لك)
احسه احيانا حب تملك وسيطرة ليس إلا.
حرفياُ نحن منفصلان فكريا وجسدياً، ولكننا نعيش تحت سقف واحد، وهو لم يستوعب هذا الموضوع إلا عندما واجهته بذلك وأخبرته كم افرح لسماع كلمات غزل من أي غريب يراني.
حالياً، لا املك له اي حب، بل أعيش معه لمجرد البقاء مع أطفالي ولاستقرارهم.
أصبحت لا اهتم برأيه، لا البع العباء، بل البس ملابس ملونة محتشمة، لا أكلمه إلا في مواضيع العمل، حيث أني سابقا كنت أحاول التحدث معه في أكثر من موضوع ولا ألقى اهتماما منه.

تعبت من هذه الحياة وأخاف من أن أقع في الخطأ
أخاف مصارحة أهلي لأن في مجتمعنا المرأة دائما هي المخطئة، لكن بأن يتكرر لي نفس الإحساس مرتين أليس هناك ولو لجزء من أن يكون التقصير من ناحية الزوج أيضاً!

لا أريد الانفصال لألا اخسر أطفالي وأهز استقرارهم، ولا أطيق البقاء على ذمة زوجي لخوفي من أن أقع في معصية.

أنا فعلا محتارة ولا اعرف ما العمل

سارة - البحرين

حل المشكلة لا يكون أبداً بارتكاب الخطأ وما حرم الله زوجك اتخذ من علاقتك السابقة بزميل العمل ذريعة ليبتعد عنك ويتعلل بها لهجرانك وهجران الدنيا والتفكر بالآخرة
وهو نوع من التطرف غير المحمود ، لمن ينسي دنياه ومسئوليتاه وينسي لماذا خلقه الله
ولا يفكر إلا في الموت وحياة القبور
كلنا يجب أن نعمل للآخرة والدنيا معاً ، وخيرنا من كانت الدنيا في يده والآخرة في قلبه
وأنا لا أريد أن أذكرك وزوجك بالحديث الشريف اعمل لدينا كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً

لن أقول إن زوجك أراد أن يخلق حججاً بعضها واه وضعيف وبعضها قوي ليريح ضميره بالابتعاد عنك ، لا أعرف السر وراء ذلك الأمر هل لعيب فيكي أم عيب فيه ، أم شيء غير هذا وذاك
أنت وحدك تستطيعين إدراك ذلك ومعرفة السبب وراء هجران زوجك لك وعدم رغبته بك وعدم تقديره لرغباتك وحقوقك الزوجية والعاطفية

هل ما وصل إليه مرض أم زهد أم تقوي ، أو عدم رغبة فيكٍ ، أو عدم رغبة في نفسه

حلول أي مشكلة لا يكون إلا بوضع أيدينا علي أسباب المشكلة ودوافعها ، ثم معرفة السبيل إلي حلها
وحل المشكلة لن يكون من طرفك وحدك لأن المشكلة بينك وبين زوجك والحل أيضاً سيكون من وعن طريق كليكما
فنجاح الحياة الزوجية بين أي زوجين لا يكون إلا بالاقتراب من الآخر والاقتراب يعني تقديم تنازلات من الطرفين ، والصبر علي اختلاف الطبائع ، وعدم التوافق ، والتحايل علي تلك الاختلافات بتقليلها وإذابة الفجوات والفوارق وتنمية كل ما يقرب والابتعاد عن كل ما يعزز الخلاف ويثيره
وبحكم أن المرأة مطلوب منها أن تكون هي القلب الكبير الذي يحتوي ويبني ويزرع الحب ويبذر الود علي كل البيت
فحاولي جهدك ما استطعت تغيير حالة الجفاف التي تحيط بك وبزوجك واقتربي منه وقربيه إليك
فالحياة لن تستمر بينكما علي هذا المنوال من زواج مع إيقاف التنفيذ ، ولن يروق لك طلب الطلاق
وأنت قلت إنك تخشين الوقوع في المعصية فإن لم تستقيم الحياة بينك وبين زوجك فالطلاق هو الحل الآخر
فرغم كراهية الطلاق ، لكنه أخف الضررين ، فالطلاق في حالتك أهون من الوقوع في شراك المعصية وارتكاب المحرمات

حاولي تصحيح أخطاء حياتك ولا تستسلمي ببساطة لرتابة الحياة والملل المحيط بك فالزواج ليس حياة مثالية ، ولا رحلة خالية من المشاكل ، لكنه رحلة عمر تحتاج بذل الكثير من الجهد كي ترسو السفينة علي شاطيء من الاستقرار نوعاً .

أدخل مشكلتك هنا لإرسالها لقسم أوتار القلوب
  • ما هو مجموع 1 + 7
        
lahona
الاسم *
البريد الالكتروني
الدولة
عنوان التعليق *
نص التعليق *