لستِ وصيه عليه .. تجنبي دور القائد في التعامل مع زوجك
لهن – أسماء أبوشال

يقول المثل الشعبي الشهير “جوزك على ما تعوديه .. وابنك على ما تربيه” ويشير إلى طريقة السيطرة على كل من الزوج والابن ، ربما يحتاج الأبناء إلى نوع معين من التربية لينشئ كما تربي ، ولكن هل يمكن للزوج أن تتغير طباعه ، وتتطوعه المرأة على هواها لتتمكن منه وتفرض سيطرتها عليه ؟

كوني ذكية ولبقة ولا تحاولي أن تغيري عادات زوجك القديمة بطريقة الند بالند ؛ لا شك أنك ستفشلين لأن الطبع يغلب التطبع ، ولكن حاولي أن تلفتي نظره بشيء من الرقة والذكاء في الوقت نفسه .

حيث يؤكد الخبراء أن فرص المرأة قليلة في تغيير العادات السيئة لزوجها مثل ترك جبال من الغسيل وقول الأكاذيب وعدم الوفاء بالوعود ولكن هناك وسائل وأساليب للتعامل معها.

يقول ريجنار بيير أخصائي شئون الزواج بجامعة جوتنجن الألمانية : “من المفترض بل ومن المستحيل من الناحية الواقعية أن تعيد المرأة تربية زوجها. فليس بمقدورك تغيير شخص” ويضيف : “ثمة فرق عندما يتعلق الأمر بالتعبير عن رغباتك”.

ويؤكد مايكل تيل أستاذ علم النفس أن قسما كبيرا من الخلاف بين الرجل وزوجته إنما هو نتاج التعليم والتقاليد الاجتماعية ، حيث تتلقي البنات قدرا أكبر من التدريب من طفولتهن المبكرة في اللغة والمهارات الاجتماعية بينما يتدرب الأولاد على الأقدام والتحمل.

وترى اليزابيث بونو خبيرة الاتصالات “إذا أردت أن تغيري عادات شريكك فإن هذا يجب أن يتم من خلال التعبير عن وجهة نظرك. فإنه ليس من الحكمة في شيء أن تضعي نفسك في مرتبة أعلى من زوجك. فأنت لست بأم ولا مديرة شريكك”.

وإستراتيجية التفاوض أكثر تأثيرا ونجاحة من لغة التهديدات والاتهامات، ومن تجليات هذه الإستراتيجية أن تقولي لشريكك “إنني أحبك ولذا أريد أن أتحدث إليك عن شيء سيجعل حياتنا معا أكثر سلاسة”.

وهذه الطريقة ستجعل من السهل على الشريك أن يعيد وزن الأمور، ومن الأفضل تحاشي أي شكل من العموميات.

سيطري على عيوبك

وقبل أن تفكري في تغيير عادات وطباع زوجك ، انظري إلى نفسك أولاً وحاولي السيطرة عليها ، فقد يكون هذا الأمر بيت القصيد ، وتوضح الاخصائية الاجتماعية رائدة خير الدين، أن الزوجة الناجحة هي التي تكون أكثر حرصاً على إخفاء عيوبها بعد الزواج وليس قبله، ففي تلك الفترة، يكون العروسان في قمة انجذابهما نحو بعضهما بعضا، أي أنهما لا يريان سوى الجمال، لكن بعد الزواج ينقلب الحال، مضيفة أن كل منهما يبدأ في التركيز على شخصيته وعزة نفسه والطريقة التي يتعامل بها الطرف الآخر حياله، وتبدأ عندها مرحلة “تصيد الأخطاء”، وبالتالي المناوشات فالمشاكل.

وتشير رائدة إلي أنه يجب علي الزوجة اكتشاف عيوبها بنفسها قبل أن يكتشفها زوجها، لكي تعرف كيف تتعامل معها بإيجابية وتحاول السيطرة عليها لتتجنب الوقوع في فخ النقد والمشاكل، فمن السهل مثلا أن تعرف المرأة ما إذا كانت عصبية أو حساسة أو من النوع الذي يغير بشدة على الطرف الآخر، أو انها لا تحسن تنظيم شؤون المنزل، وربما ليست الطباخة الماهرة التي يتمنى زوجها أن تكون، إلى ما هنالك من أمور تستطيع المرأة أن تكتشفها في نفسها وتسعى إلى تغييرها لتحافظ على استقرار حياتها الزوجية.

توجيه النقد

أما في حالة رغبتك في لفت انتباه زوجك إلى شيئ ما أو أردتِ انتقاده فهناك طريقة خاصة وتكتيك للتعامل مع هذا الأمر ، و يشير د. أحمد أبو العزايم أستاذ الطب النفسي إلى كثير من الأشخاص لا يستطيعون التفرقة بين النقد البناء والهجوم الشخصي ،وبذلك تضيع عليهم فرصة تحسين الذات وتقوية العلاقات مع المقربين والاستفادة من الأخطاء كما أنهم يضعون أشخاصاً يحبونهم في دائرة الأعداء بدلا من دائرة الأصدقاء.

ويضيف انه من الصحيح ضرورة تعويد الذات علي السيطرة علي مشاعرها عند سماع أي نقد يوجه للشخص سواء كان هذا النقد علي المستوي الشخصي أو لطريقة أداء العمل لان الهدف من النقد هو الوصول لمستوي أفضل من الاراء لتحقيق التقارب التام بين الشخصين.

ويوضح د.أبوالعزايم أنه علي الزوج ضرورة الالتزام بأصول النقد واختيار الوقت والمكان والأسلوب المناسب عند الاعتراض علي تصرف أو شيء ما فمثلا لا ينتقد مواقف من الصعب حلها مثل انتقاد ملبس الزوجة وهما في الطريق لزيارة أصدقاء لان هذا النقد يحرج ولا يفيد وانه كان من المفروض ان يوجه نظر الزوجة وهي في المنزل حتي تستبدله بملبس آخر كذلك عدم توجيه النقد في وجود الأهل ، والأصدقاء كما يجب علي الزوج أيضا توجيه عبارة النقد بصوت منخفض وبأسلوب مهذب لان التطويل والخشونة سيعطي أثرا عكسيا يسفر عنه حالة من الاستفزاز والعديد من المشاجرات ومن الأشياء المهمة ان يؤكد لزوجته حسن نواياه وانه يثق بها ويقدرها.

lahona
الاسم *
البريد الالكتروني
الدولة
عنوان التعليق *
نص التعليق *