دائماً تتحدثون عن عقوق الأبناء للآباء، فماذا عن عقوق الآباء.. أبي ظلمني أنا وأخي وأراد يوماً أن يلقينا في ملجأ بعد زواجه من امرأة أخري، أما الميراث فحرمنا منه وكتب بيت لأولاده من المرأة الأخرى، وعند السؤال عن حقنا في الميراث الشرعي بعد موت والدي، أكدوا بأن ليس لدينا أي حق بموجب الأوراق الرسمية، وبالرغم من كل ذلك سامحته وأدعو له فقط من أجل الله، ولكن الدعاء لا يخرج أبداً من قلبي لأبي الذي حرمنا من المأكل والمشرب والتعليم.. فهل أنا مخطئة؟
أجابت دكتورة عبلة الكحلاوي عميدة كلية الدراسات الإسلامية - جامعة الأزهر - سابقاً على هذا السؤال خلال برنامج “الدين والحياة” قائلة: نعم يا ابنتي أدعي إلى الله، وتذكري في كل صلاة أن الطيبات لله، فكم من آباء قهروا أبنائهم وفشلوا في العدل بينهم، هل هذا يعنى أن نعوقهم في الكبر، ولكن كل يعطي ما عنده فلا يجب أن نقابل الشر بالشر، حاولي أن تقومي بما يرضي ضميرك بتقديم الخير لله والدعاء لأبويكما بالرحمة، وسيعوضكما الله بكل الخير.
وهنا أوجه الكلمة إلى الأخوة الذين يمتنعون عنكم بالميراث الشرعي، وأقل لهم أنتم بذلك تعذبون أبوكم مرات ومرات، لأن الميراث حق شرعي لابد أن يتساوي فيه الأبناء جميعاً، حتى إذا ارتكب الأب خطأ وميز بعض الأبناء، بسرعة أصلحوا هذا الخطأ.. واتقوا الله.. فاليوم دنيا وغدا آخرة، وغداً توفى النفوس ما كسبت ويحصد الزارعون ما زرعوا فـإن أحسنوا فقد أحسنوا، وإن أساءوا فبئس ما صنعوا.